Tuesday, July 29, 2008




مش عليز بكرة يفوت

و أنا لسة بموت

و الليل عمال يجرح

و الوحدة تزيد النا ر

و تزيدني مرار
و الحزن يبات يصبح

Monday, July 28, 2008

خالد " رحمه الله"


قصة قصيرة ،،
وأتمني ألا يكون التعليق تمخض الجبل فولد فأرا
خالد
***
قبل خط البداية وكان الجو صحوا
__________________________
في تلك الأمسيات البعيدة الغائمة كالضباب كنت آوي إلي فراشي مبكرا ،
كان الضباب وقتها يغلف كل شيء ، والندي تتناثر حباته علي كل الموجودات
في حجرتي .. الدولاب .. المكتب العتيق .. السرير .. المكتبة الصغيرة
والتي تتناطح فيها قصصي وكتبي مع أوراق أبي الخاصة بعمله ..
كانت الحجرة من الرحابة وقتها بحيث كنت ألعب مع أصدقائي فيها كما نشاء ،
نلهو بالكرة ، أتقافز من المكتب إلي السرير في يسر .
كان الأفق ممتدا إلي الأبد،والسماء صافية،والحشائش الخضراء الندية في كل مكان.
كنت أستلقي علي ظهري علي الأرض في أرضية حجرتي محدقا في السقف الفاتح
وفي الثريا المتدلية منه،وكأنها الشمس الهادئة الناعمة تتوسط سماء مترامية.
أصوات الجيران المحببة تأتي عبر شباك حجرتي الوحيد لتملأ الفضاء من حولي،أصوات متداخلة وغير مفهومة،ولكنها كافية لتؤنسني.
كنت وقتها لازلت في الصف الثالث الإبتدائي، أول السنين التي إستطاعت حفر مكانها بقوة في ثنايا العقل.
هل كنت أكره الظلام وقتها أم أحبه؟لا أدري تحديدا،كنت في بعض الأوقات أمقته
وفي بعض الأحيان الأخري لا أبالي.
هل كان الظلام نفسه مهتما بي؟لا أدري أيضا،في كثير من الأحيان يرسل لي بمجموعة من كائناته الأسطورية المخيفة،جيوش جرارة من الوحوش تثير الأتربة من كثرتهاتفح في غضب لا أدري له سببا،تقتحم الحجرة زاحفة علي الأرض والسقف والجدران،مما كان يجعلني أبكي خوفا،ولا أتوقف حتي تستيقظ أمي وتغفو بجواري فأطمأن وأنام بجوارها مستمتعا بأنفاسها الدافئة ترتطم علي وجهي،وفي الصباح كنت أستيقظ ناسيا كل شيء.
وعلي صوت المذياع صباحا تكون طقوس الصباح المعتادة،صوت المذياع الذي لا زال حتي الآن يثير في نفسي الهواجس التي كانت تنتابني أيام الصغر.
كان الشارع وقتها في تلك الأيام رحبا وواسعا،كنت أعتقد إني أقطعه في أكثر من الوقت الذي أقطعه فيه الآن،بخار الماء الذي يتصاعد من الأفواه نتيجة برودة الشتاء،أرضية المدرسة المبللة بفعل الأمطار،المدرسة التي كان منظرها الخارجي يؤرقني علي الدوام،ذلك المعبد المقدس المضاء بالنيران،إن المدرسين سلطاتهم لا محدودة ولن أنجو أبدا لو قصرت يوما.
في وقت الفسحة والراحة في منتصف النهار كان فناء المدرسة يعج بالحياة والنداوة
ولولا وجود المشرفين هنا وهناك لصار الأمر أفضل.
هاهو سامي النحيف يجري يريد الإختباء مني،ساقاه أطول وهو الأسرع،لا مجال لمحاولة اللحاق به إذن،لكن حذاءه الأخضر يفضحه أينما كان وكل ما علي فعله هو الترقب والإنتظار وصدري يعلو ويهبط من شدة الإنفعال،يجب أن أمسك به وإلا خسرنا،هاهو يتوقف خلف هذا العمود هناك لا يدري بعيناي اللتان تتبعانه منذ البداية وسط الزحام، أخذت أقترب من مكمنه بحذر ومكرفبالرغم من سمنتي لم تكن تنقصني خفة ورشاقة الثعالب.
كان يحاول الإفلات ولكني أمسكت بتلابيبه جيدا.
-"يا الله يا علي كيف وجدتني".
-"يا أحمق حذائك يفضحك أينما كنت."
تتعالي ضحكاتي ويغتاظ هو بشدة،يحاول الإفلات دون جدوي،
كادت محاولته الأخيرة للهرب أن تكون ناجحة،كان يتلوي كالأفعي، وكان لا بد من التصرف،ملت بجسدي للوراء ودورتان ثم أفلت جسده الذي طار في الهواء بسبب نحافته ليرتطم بأحد الأعمدة.
قام من مكانه محتقن الوجه ومعفر الثياب لقد تم إغضاب الإفعي وبشدة،كان يمسك بذراعه ويتوجع يبدو إن الإرتطام أصابه في ذراعه.
-"لم أكن أقصد ا سامي،أنا آسف."
-"ذراعي يؤلمني بشدة وأنت السبب."
-"قلت لك لم أكن أقصد."
-"أنت السبب."
-"لا لم أكن أنا السبب."
-"بل أنت السبب يا كاذب."
-"لا لست كاذبا،بل أنت الكاذب."
يتعالي الصياح ولكن يتم إنهاء الموقف في سرعة،إن المشرفين كثر وقاموا بإنهاء حربا كانت علي وشك البدء.
كان ميعاد خروجنا من المدرسة في اليوم التالي،الشعور الغامر بالراحة والقدرة علي التنفس خارج الأسوار المقبضة.
-"علي كامل..!"
ألتفت ورائي،كان سامي رابطا يده بضمادة وبجاوره والدته التي أعرفها لإنها تأتي المدرسة بكثرة سائلة علي أحوال طفلها.
-"أنظر ما فعلته يا علي في صغيري سامي."
-"ماذا فعلت؟"
-"ألم تتسبب له في تلك الإصابة في ذراعه؟"
-"أنا تسببت في ذلك؟"
-"بلي أنت الفاعل،سامي حكي لي كيف قمت بتطويحه ليرتطم بالعمود في ذراعه."
أنظر في دهشة وعدم تصديق لسامي الذي يكمل كلام والدته:
-"لا تكذب يا علي."
-"أنا لا أكذب ولكني لا أتذكر جيدا ما حدث."
تقول لي والدته في إنفعال:
-"عموما سنذهب به اليوم إلي الطبيب لنري ما مدي إصابته،وسأتصرف معك بناءا علي هذا الأساس."
تركتني وذهبت هي وإبنها بينما أنا لا زلت غير فاهما لما يحدث،أنا لا أتذكر جيدا ما حدث،وحتي لو كنت أنا السبب فأنا لم أكن أقصد شيئا،لماذا تهددني بهذه الطريقة؟


لم تكن فترة ما بعد المدرسة في ذلك اليوم مختلفا عن تلك السماء السوداء الملبدة بالغيوم في الخارج،ماذا لو كانت إصابة سامي بالغة،هل سيقطعون له ذراعه؟وهل سيأخذون ذراعي أنا فداءا لذراعه ليركبها بدلا من الذراع المبتورة؟.
لا لن أخبر أحدا في البيت بما حدث،سأحاول تدبر الأمر بنفسي،إنس يا علي ما حدث،
نم يا علي.
عندما إستيقظت في الصباح كان قلبي يدق بعنف،إن الأحلام المخيفة لم تفارقني للحظة،والمشكلة إني لا أتذكرها جيدا عندما أستيقظ،كل ما أتذكره هو الظلام،
والضحكات العالية الرنانة التي تدوي في الظلام،كان هذا كافيا بإفزاعي،
وعندما نظرت لوجهي في مرآة الحمام وجدت الدموع تلتمع في عيناي،وتنحدر بهدوء علي وجنتي ،تنحدر ساخنة كالحمم المنبعثة من فوهة البركان،
كان الألم يشتد في بطني،لم أكن أريد أن يقطع أحد ذراعي،أريد الإحتفاظ به،
لم أكن أقصد ما حدث،أنا لست السبب في قطع ذراع سامي،لست مخطئا.
لم تفلح محاولاتي المستميتة في البقاء بالبيت هذا اليوم،لو تعلم يا أبي إنك تسوقني إلي حتفي،ولكن كيف أشرح لك وأنت لن تفهمني.
كان وصولي متأخرا،أحسست أن الطوابير الواقفة في الفناء تراقبني ، وكأنها كلها تتهمني بما فعلت.
-"علي كامل..علي كامل"
أقترب من ناظرة المدرسة بتوجس،كانت أم سامي واقفة بجوارها والشرر يطق من عينيها وكان سامي ثالثهما وكانت ذراعه المجبسة متدلية من رباط معلق بعنقه.
-"أنت كسرت ذراع سامي .. سوف أجعل المدير يكسر لك ذراعك".
-"لم أكن أقصد..لم أكن أقصد".
-"لا تكذب".
-"لم أكن أقصد..لم أكن أقصد".
-"قلت لك لا تكذب،إذهب الآن لفصلك ".
في الحصة الأولي نظرت لي مدرسة الحساب بإزدراء بعدما علمت إني السبب فيما حدث لسامي،سامي نفسه كان يتجنبني،بينما أنا كنت عاجز حتي عن التفكير،
كنت أحدق فيمن حولي ببلاهة وعدم تصديق،سوف تكون كارثة لو علموا في البيت بما فعلت،لن يفهمني أحد،ولن يصدقوا أني لم أكن أقصد،ستصيح جدتي في تشفي إني أحمق وسمين كالبقرة وكذاب أيضا،وأبي سيقول إني طفل معدوم التربية ولا أخلاق لي،هل بكيت في المدرسة؟لا لم أبك في المدرسة،لقد بكيت بغزارة بعدما رجعت البيت،كدت أعترف لهم بما حدث،كنت احس بنظراتهم تخترقني ، وإنهم يعرفون بما إقترفت يداي،ولكنهم ينتظرون قليلا حتي تلتهب النار ويحرقونني حيا.
كانت كل الأشياء من حولي متعاطفة معي،حتي موسيقي المسلسلات والأغاني القادمة من المذياع ، وأصوات الجيران المتداخلة والغير مفهومة.
إسبوع..
إسبوعان..
شهر..
شهران..
لا أستطيع أن أجزم كم من الوقت مر قبل أن أنسي .
لا أستطيع أن أجزم كم مر من الوقت قبل أن يفك سامي الجبس من علي يديه وتعود كما كانت.
ولكن ما كنت متأكدا منه هو إن أحدا في البيت لم يعلم شيئا،
لقد مرت الحادثة بسلام،ولم يكسرالمدير ذراعي،ولم تصح جدتي في تشفي إني أحمق وسمين كالبقرة،وكذاب أيضا،وأبي لم يقل إني طفل معدوم التربية ولا خلاق لي.
صحيح إني قد تشاجرت مع سامي مرة ثانية ولا أتذكر سببها،وكان نتيجة لذلك أن فاض الكيل بأم سامي فجاءت إلينا البيت وشكت لأمي مني وحكت لها كل ما فعلته منذ البداية،ولكن أمي وعدتني بعدم إخبار أبي بما حدث حتي لا يقول إني طفل معدوم التربية ولا خلاق له وحتي لا يضربني بقسوة،وكذلك لم تقل لجدتي حتي لا تقول في تشفي إني أحمق وسمين كالبقرة،وبالفعل وفت أمي بوعودها.
الصيف ورائحة الأجازة والسراويل القصيرة وطعم الفراغ اللذيذ.
كنت قد مللت من كل شيء،عندما قررت أن أتوجه لمنزل سامي القريب من منزلنا.
-"ساميييييييييييييييييييييييي..سامييييييييييييييييييييييييي".
-"ساميييييييييييييييييييييييي..سامييييييييييييييييييييييييي".
أطلت رأسه الصغيرة من النافذة.
-"علي..ياه..إصعد بسرعة..لدي أشياء جميلة إشتريتها بعد الإمتحانات وأريد أن أريها لك".
ودخل بسرعة ليفتح باب شقتهم،بينما توجهت أنا إلي باب العمارة لأصعد سلمهم العتيق والبسمة علي وجهي.


مايو2006
23

حاجة من حاجات خالد الله يرحمه


حبيت أمسي عليكم بقصيدة كدة علي ما قسم قبل ما أخش أنام
وأحلام سعيدة للجميع
------------------------------------------------------------
جربت أكتب
عن الغرام
ما لقيت كلام
غير الهيام
غير الحمام
غير القلوب
فيها السهام
غير البحور
غير العطاشي
وكل الحياري
غير الجناين
غير الورود
والنيل والقمر
كلام مكرر
كرهت نفسي
عشان بقيت
إنسان مكرر
زي الكلام

جربت أكتب
عن الشجاعة
عنه الأسود
نفس الكلام
ملقيتش غير
صوت المدافع
صوت القنابل
وصرلخ عيال
أطفال صغار
تايهين هناك
وسط الغبار
كلام مكرر
كرهت نفسي
عشان بقيت
إنسان مكرر
زي الكلام

بير غويط
مالوش قرار
وفي آخره كنت
مستني حد
يحدف لي حبل
ولحد ماييجي
داخل أنام


مستوحاة من قصيدة لمحمد الماغوط بعنوان كهولة مستنقع

31مايو2006

وداعا أيها العبقري

يوسف شاهين
قد يتفق معه البعض و أنا منهم
و قد يختلف معه البعض الآخر و هم الأكثرية
ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر عبقريته و أنجازاته
فهو ابن الإسكندرية
قرر الاختيار
فأصبح صاحب الأرض
وداعا يوسف شاهين
أيها العبقري

Thursday, July 24, 2008

رائحة الفل

ما إن تدخل إلى المكان حتى تهل علينا رائحة الفل
تشعر ان تلك الرائحة تنبع من داخلها .

عندما ذهبت كان قد مضى علي أسبوعا كاملا وحيدا إلا من الأرقام و اللوحات و الرسومات المعقدة
كنت يأسا أفكر في طريقة للهروب من تلك الحياة .

أمسكت الميكروفون و بدأت في الكلام محاولة أن تهدأ من نفسها قبل أن تبدأ بقراءة أول بوست .
" أشياء تحدث "
"وقفتُ على قدمي وسط زحام يتماهى مع الموسيقى . و رفعتُ عيني إلى السماء ، و رأيتُ أنها ليلة صيفية مقمرة .ألج فيها مع صحبتي الكبيرة من بوابة الروتين الصدأة .. إلى براح الانطلاق و الرقص "

بدأت أرى الأشياء بلون مختلف
أفكر بطريقة مختلفة


"تعالى معي "
"سعيد ... العجلاتي ...ذو الابتسامة الصديقة لطفولتي المبعثرة على بــِرَك الطرقات الصيفية ، هو أول رجل أحببت "


تذكرت طفولتي في تلك اللحظة
و ابتسمت


انتهت من القراءة
و انتهى اليأس في الداخل




إلي صاحبة أجمل فنجان قهوة زيادة

كل عام و أنت أروع


تمنياتي