حين عدت إالى نفس المكان الذي دخلته أول مرة منذ مايقرب من عشر سنين ، وجدته قد طالته يد التجديد ، ولكن لا يهم فهو لم يكن أثراً على أي حال .
الأهم أن الشخصيات التي قابلتها منذ عشر سنوات وجدتها مرة أخرى و لكن مع أختلاف أصحابها.
الصيدلي الذي يدرس اللغة الألمانية للهجرة ، دارسات الطب ، السيدة التي تدرس الألمانية لتذاكر لابنتها التي تدرس بنفس اللغة ، طالب الابتدائي المنتقل إلى الإعدادي ، الفتاة ذات الشعر الأصفرالتي لم يعلم عنها أحد شيئا غير أسمها ، طالب الهندسة الذي لا يعرف لماذا يدرس تلك اللغة الذي أصبح أنا ، الأهم هو الطالب المنتقل من المرحلة الإعدادية للمرحلة الثانوية .
ذلك الفتى ذكرني بنفسي ، البشرة السمراء ، النظارة الطبية ، الجسم الرفيع ، الكاب الذي لا يفارق رأسه ، إنه انا الذي كنته منذ عشر سنوات .
أردت أن أخبره بما سيحدث له خلال سنواته المقبلة ، أخبره أن يحتفظ باصدقاء الإعدادي ، أردت أن أخبره بأول فتاة سيدق لها قلبه ، أخبره أنه سيعشق صوت فيروز حتى الثمالة ،
أخبره عن سنوات صياعته الثانوية و مشاجراته في المدرسة و تزويغه منها ، أخبره أنه سيتوقف عن رياضته المفضلة عندما يبدأ الدروس ، أخبره بسفره إلى الأقصر، أخبره عن سنوات الكلية وكيف سيضطر للعيش خارج الاسكندرية ، كيف سيتعلم الحياة وحده .
أردت أن أخبره كيف سيتغير تفكيره و أراؤه وأهدافه أكثر من مرة ، كيف سيتغير بداخله أشياء إلى الأسوأ و أخرى إلى الأحسن ، أردت أن أخبره أنه لن يصبح بذات النقاء بعد عشر سنوات .
أردت أن أخبره بفشلي و سقطاتي كي يتفاداها ، أردت أن أخبره عن لحظات ضعفي و انكساري ،أردت أن أخبره بلحظات انتصاره ، أردت أن أخبره بما كسبت و ما خسرت خلال عشر سنوات ، أردت أن أخبره كيف سيصل إلى عدم الاكتراث بأي شىء الذي هو أحساس يشبه الموت ، أردت أن أخبره عمن ستعيده ثانية إلى الحياة .
أردت و أردت و أردت ، و لكنني فكرت قليلا ، ثم أدرت ظهري له و مشيت
الأهم أن الشخصيات التي قابلتها منذ عشر سنوات وجدتها مرة أخرى و لكن مع أختلاف أصحابها.
الصيدلي الذي يدرس اللغة الألمانية للهجرة ، دارسات الطب ، السيدة التي تدرس الألمانية لتذاكر لابنتها التي تدرس بنفس اللغة ، طالب الابتدائي المنتقل إلى الإعدادي ، الفتاة ذات الشعر الأصفرالتي لم يعلم عنها أحد شيئا غير أسمها ، طالب الهندسة الذي لا يعرف لماذا يدرس تلك اللغة الذي أصبح أنا ، الأهم هو الطالب المنتقل من المرحلة الإعدادية للمرحلة الثانوية .
ذلك الفتى ذكرني بنفسي ، البشرة السمراء ، النظارة الطبية ، الجسم الرفيع ، الكاب الذي لا يفارق رأسه ، إنه انا الذي كنته منذ عشر سنوات .
أردت أن أخبره بما سيحدث له خلال سنواته المقبلة ، أخبره أن يحتفظ باصدقاء الإعدادي ، أردت أن أخبره بأول فتاة سيدق لها قلبه ، أخبره أنه سيعشق صوت فيروز حتى الثمالة ،
أخبره عن سنوات صياعته الثانوية و مشاجراته في المدرسة و تزويغه منها ، أخبره أنه سيتوقف عن رياضته المفضلة عندما يبدأ الدروس ، أخبره بسفره إلى الأقصر، أخبره عن سنوات الكلية وكيف سيضطر للعيش خارج الاسكندرية ، كيف سيتعلم الحياة وحده .
أردت أن أخبره كيف سيتغير تفكيره و أراؤه وأهدافه أكثر من مرة ، كيف سيتغير بداخله أشياء إلى الأسوأ و أخرى إلى الأحسن ، أردت أن أخبره أنه لن يصبح بذات النقاء بعد عشر سنوات .
أردت أن أخبره بفشلي و سقطاتي كي يتفاداها ، أردت أن أخبره عن لحظات ضعفي و انكساري ،أردت أن أخبره بلحظات انتصاره ، أردت أن أخبره بما كسبت و ما خسرت خلال عشر سنوات ، أردت أن أخبره كيف سيصل إلى عدم الاكتراث بأي شىء الذي هو أحساس يشبه الموت ، أردت أن أخبره عمن ستعيده ثانية إلى الحياة .
أردت و أردت و أردت ، و لكنني فكرت قليلا ، ثم أدرت ظهري له و مشيت