دائرتان ضيقتان .. تحتوى أحداهما الأخرى .. مكملتان لبعضهما في غير تداخل أو انتقاص لأحداهما .. تفضيان إلى عالم أوسع .. ما إن تدخل في محيطهما .. لاتستطيع الخروج .. أسيرٌ هناك و لكن بحريتك .. فأنت السجين والسجّان معاً .. تتشربان روحك على مهل و تمتزج بروحيهما .. فتري عالماً ساحر لم تره من قبل .. يحتوي على الأشياء و نقيضها في تناسق أخّاذ .. تحاول جاهداً ان تفهم طبيعة الأشياء فيه فلا تصل لما يشبع فضولك .. لكنك مستمتع بما تراه .
تحاول الخروج من نفس المدخل " الدائرتان " .. فهما المبدأ و المنتهى .. تخرج فترى محيطهما الخارجي .. الذي لم تره عند دخولك .. فقد سلبك سحرهما تركيزك .. فترى عالماً مساوياً في جماله لما رأيت في الداخل .. عالماً موازياً فيه جمالاً خالصاً بدون شوائب .
تلتفت فتري عالمك – الذي تركت خلفك قبل الدخول – بعينٍ أُخرى .. ترى في أشياءك جمالاً لم تره من قبل .. ترى عالمك كأنك لم تره من قبل .. و لكنك لا تملك إلا العودة إلى الدائرتان مرة أُخرى .. فأنت أسيرٌ حر.
إنهما عيناها .. في كل منهما دائرة بنية تحتوي على أخرى سوداء أصغر بداخلها